مع كل عام دراسي جديد، تبدأ الأمهات موسم القلق من ظهور حشرات الشعر المزعجة، خاصة مع تكدس أطفالنا داخل الفصول. فكيف لنا أن نحمي أطفالنا منها؟ وما هي أحسن الطرق في التخلّص منها حالة الإصابة؟
حشرات الشعر، أو القَمْل، هي حشرات في حجم حبَّة السمسم تقريبًا. وحين يخرج القمل من الصئبان (بيض القمل) يكون شفافًا، إلا أنه سرعان ما يتغيَّر لونه إلى لون بنيّ محمرّ بمجرد تغذيته على دم الشخص المصاب. يمتلك القمل ست أرجل ذات مخالب قوية تمكنه من التمسّك بشعر الرأس في أحلك الظروف، كما في أثناء فترات الاستحمام، وعلى عكس ما يعتقده الكثير من الناس، فإن القمل لا يمتلك أجنحة، ولا يستطيع أن يقفز أو يطير من رأس إلى أخرى
تنضج أنثى القمل في 7 - 10 أيام فقط، حيث تقدَّر بعدها على التبويض، وقد تبيض الأنثى حوالي 8 بيضات في اليوم الواحد. تفقس الصئبان هذه بعد 7 - 10 أيام أخرى؛ لتتكرر الدورة الحياتية للقمل. يعيش القمل حوالي ثلاثين يومًا فقط، إلا أنه في حالة عدم وجوده على رأس إنسان، فإنه يهلك في خلال 24 ساعة؛ بسبب عدم وجود المادة الغذائية الوحيدة له، ألا وهو دم الإنسان.
من أجل الانتقال من رأس إلى آخر لا بد من تقارب شديد بين رأس المصاب ورأس آخر، حيث إنه كما قلنا لا يستطيع القمل الانتقال إلا عن طريق الزحف. كما أنه من الممكن أن يترك قمل على وسادة، أو يوجد في مشط المصاب، ثم يستخدمه آخر، فينتقل بهذه الطريقة أيضًا، شريطة أن يكون ذلك في خلال 24 ساعة تقريبًا من ترك القمل رأس صاحبه الأصلي. هذا ولا تنتقل الصئبان من رأس إلى أخرى، وبالتالي فالطريقة الوحيدة لتواجد صئبان متعلقة بشعر رأس أحدهم هو بسبب وجود أنثى القمل الناضجة في رأس المصاب.
الوقاية بالطبع خير من العلاج كما نعلم جميعًا، ولا يكون ذلك في حالة القمل إلا عن طريق قيام الأم بكشف دوري على شعر أطفالها، من أجل اكتشاف مبكِّر لتلك الحشرات المزعجة أو صئبانها. كما أنه ينبغي لمُّ شعر البنات أثناء اليوم الدراسي؛ من أجل تفادي انتشار الحشرات من رأس إلى آخر. تعليم الأطفال عادات سليمة أيضًا من شأنه الوقاية من القمل كنصيحة الأطفال بعدم استخدام أمشاط وفرش الشعر الخاصة بغيرهم، أو ارتداء غطاء شعر أو قبعة أحدهم، هذا بالإضافة إلى الاهتمام بنظافة الشعر وتسريحه بشكل دوري، وعدم الاقتراب الشديد من رؤوس الأطفال الآخرين؛ تفاديًا لالتقاط أي حشرات.
الكشف على الشعر ينبغي أن يتم حوالي مرتين أسبوعيًّا وذلك بتمشيط الشعر جيدًا، ثم القيام بتقسيمه من أجل تسهيل المرور على جميع أجزاء الرأس. تقوم الأم بتسريح كل جزء من الشعر بالمشط الذي نعرفه باسم "الفلاَّية"، أو تقوم بكشف دقيق باستخدام أصابعها لاكتشاف وجود قمل الرأس أو صئبانه. القمل عادة ما يُكتشف ملتصقًا بفروة الرأس، حيث يتغذى، خاصة عند منطقة خلف الرقبة وعند الأذنين. أما الصئبان، فتوجد ملتصقة بشعر الرأس قريبًا من فروة الرأس في غالب الأحوال، إلا أن بإمكانها أن توجد في أي مكان على الشعرة. الصئبان تُعرف بأنها بيضاوية الشكل، شفافة اللون أو بيضاء عادة، إلا أن لونها قد يختلف عن ذلك، وتلتصق الصئبان بالشعرة بحيث لا يمكن إزالتها بسهولة على عكس الحال بالنسبة للقشر الذي قد يتواجد في الشعر. لا تُزال الصئبان إلا عن طريق استخدام فلاّية رفيعة أو عن طريق شدّها بالأظافر.
العلاج
هناك بعض أنواع الشامبو، واللوسيون، والإسبراي للشعر من أجل علاج الإصابة بالقمل والصئبان، إلا أن جميع تلك الأنواع من الأدوية لا تصل درجة فعاليتها إلى 100%، بل قد يطوّر القمل نفسه بحيث تصبح لديه مقاومة لها.
]يَنصح الأطباء في كل الأحوال بتجربة الشامبو واللوسيون والإسبراي، مع اتّباع دقيق للتعليمات الموجودة داخل النشرة، حتى لا تضرّ الطفل، حيث إنها ما هي إلا مبيدات حشرية، وبحيث لا تكتسب الحشرات مقاومة؛ بسبب سوء الاستخدام. ولكن، لا تغني هذه الأدوية في أي حال عن الطريقة التقليدية للتخلص من القمل والصئبان، وذلك باستخدام الفلاّية المشهورة، وإزالة الحشرات والصئبان بشكل يدوي.
يُنصح بإدخال الفلاّية داخل كوب ماء مع كل تسريحة شعر من أجل إزالة الحشرات والصئبان قبل أن يدخل المشط الشعر مرة ثانية، ثم يوضع المشط أو الفلاّية داخل ماء ساخن مصبَّن لمدة عشر دقائق من أجل تطهيره، ويجب أيضًا الاهتمام بغسل الملاءات وأغطية الوسائد في ماء ساخن أثناء فترة الإصابة، حتى لا تنتشر داخل الأسرة الواحدة، وفيما عدا ذلك فلا يستلزم سوى استخدام المكنسة الكهربائية على الكراسي، والفرش، والأرض؛ من أجل إزالة أية حشرات واقعة هنا أو هناك.
كما يجب عمل كشف على رأس الطفل بشكل يومي؛ من أجل اكتشاف أية حشرات أو صئبان أخرى، ولا تتوقف الأم عن ذلك إلا بعد غيابها عن الرأس لمدة أسبوعين، حيث يُنصح بالرجوع إلى الكشف الدوري العادي بعد ذلك مرتين أسبوعيًّا. ينصح بعض الأطباء بطريقة إضافية للتخلص من القمل، وهي عن طريق خنقها بوضع كمية كبيرة من زيت الزيتون على جميع أجزاء الشعر، ثم تغطية الشعر طوال الليل باستخدام غطاء الرأس البلاستيكي الخاص بالاستحمام، ويجب مراعاة عدم استخدام أدوية العلاج من القمل والصئبان إلا على الطفل المصاب فقط، وليس كأسلوب للوقاية